جلست مرة مع نفسي
جلست مرة مع نفسي فإذا بي أخط رسالة إلى نفسي ...
إلى النفس الجاحدة إلى النفس الغافلة ...
ترى أيتها النفس الغافلة اللاهية التائهة إلى أين المسير؟
وأين الطريق ؟
أتبصرين حقا دربا ومسلكا تسلكين فيه وتمشين عليه أم أنك تخطين خطوات التائهين على شباك العنكبوت تجبرين نفسك أن تعيشي عالم الخيال وأحلام اليقظة كأنه واقع وتنسجينه بكل أنواع الوهم والوهن ...
أيتها النفس هناك طريق غير هذا الطريق ودرب غير هذا الدرب ونور ساطع يبدد ظلمة الليل الطويل درب كله أنوار لا يعرف درب الظلام ولا الجهالة سبيلا ...
يانفسي إلى متى العصيان والجحود والنكران ؟
ومتى تعرفين درب الصالحين التائبين المستغفرين بالليل والنهار ؟
أيا نفسُ هل فكرت يوم بل ساعة بل لحيظات من عمركِ الفان قريب الأجل أن هناك ربٌ جليل يحاسب ماتنطقينه وما تسرفين على حقكِ وحق غيركِ ...
أيا نفسُ توبي قبل أن تموتي وأقيمي صلاتكِ قبل مماتكِ وأبكي على نفسك ومآلكِ حتى تنجين من عذاب قد كتب عليكِ وكفاكِ ...
كفاكِ غيبة ونميمة وكفاكِ سماعا للهوى .
أسرتكِ يانفسي طول الأجل وفسحة الأمل ألم تدري أن أجلكِ لحظه وأن الأمل سم قاتل إذا لازمه التسويف ألم تسمعي قولهم
لقد ضيعت عمرك في التواني وفي ذكر الأغاني والغواني
والآن أيتها النفس ماذا أمليتِ على نفسكِ ؟
وماذا وسوستِ على صاحبكِ وما تراك فاعلة بعد كل هذا العمر من العصيان ....
أين الذكر ؟
وأين التسبيح والتهليل والتعظيم والتمجيد وأين تلاوة آيات القرآن وتحسين الصوت به ؟
أين كل هذا منكِ أهو بعيد بعد المشرق عن المغرب أم هو أبعد من ذلك بكثير
يا نفسي التائهة ...
هذه حروفي وهذه كلماتي جمعتها من قلب قد اعتصر ويعتصر بدموع الدم وسطرتها ونثرتها على فؤادكِ لعل وعسى يجدي وينفع وتكون خيطاً للمتاب والمآل ....
هذه جملي قد عجزت عن إخراج ما في فؤادي ولكن أسأل الله لي ولكِ الهداية والسير على دربه ودرب رسوله ...
ولتعلمي يا نفسي أنا أنتِ وأنتِ أنا فلنسير معاً حاملين سراج التوبة نمسح به ظلمات الذنوب والآثام ولنسير معاً حاملين على أكتافنا صبر أيوب يلازمنا ومشعل الإرادة لا يفارقنا حتى نصل إلى مرادنا إلى الفردوس مآلنا .
وها أنا ألملم بقايا حروفي لأكون منها كلمات أخرى أصبها علي وعليكِ حتى تكون ذكرى
وسلام المتقين في دار الصالحين أرسله عبر نسمات العبير يصلكِ وأنتِ في محراب التائبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته